عرف المصريون القدماء الرفاهية، واستخدم الملوك وكبار رجال الدولة الخدم الذين بدأت تماثيلهم تظهر من عصر الأسرة الرابعة، حيث توضع مع الميت لخدمته في الحياة الآخرة والقيام بالأعمال التي يستنكف من تأديتها بنفسه، وكانت تماثيل الخدم تنحت عارية أو بأقل القليل من الملابس.
كان الخدم يقومون بكل ما يحتاجه الملك، من إعداد الطعام والشراب حتى حمل الحاجيات والأدوات الخاصة به، فعرفنا تماثيل الشماشرجية من حامل الأختام حتى حامل النعلين، لكن مصر القديمة لم تعرف حامل الكيلينكس، الذي اخترعه المصريون المحدثون!
تلك المهمة الغريبة تنتشر في حمامات معظم مطاعم وفنادق مصر الآن، بل وفي أماكن تمثل صورة الدولة مثل المطار، وهي أماكن يُفترض أنها تعطي مرتبات جيدة ويجب ألا تترك عمالها يتسولون من الزبائن، وفي لحظة شديدة الغرابة تبدد راحة الإنسان في المكان الذي يسمونه “بيت الراحة”.
وإذا كنا قد تعودنا هذا المنظر الكريه، ولم يعد يصيبنا إلا بقليل من الضيق فإنه يصيب غير المصريين بالذعر، فلا يفهم الغريب معنى العين التي تتلصص على عريه، واليد التي تمتد بمنديل ورقي، وكأنه اختراع تم اكتشافه للتو.
هذه الظاهرة لا يمكن تجاهلها أكثر من ذلك، فإما أن نمنعها مع كل مظاهر التسول اللزج لنريح المواطن ونكسب سائحًا، أو نعترف بها بشجاعة باعتبارها إحدى منجزاتنا وننحت التماثيل لحامل الكلينكس اللابس مع الزبون العاري!