غرقت الإسكندرية اليوم في بحر من الأمطار. ومن المفترض أن الأمطار نعمة، لكنها كما هو واضح من الصورة وكما خبرتم وذقتم في كل أمطار سابقة، تتحول إلى نقمة، ولقد حاربت على جبهات عديدة بقلمي طوال أكثر من ثلاثين عاما، لكن نصف مجهودي الحربي ذهب هباء وانا أحاول التذكير بالحقيقة البسيطة وهي أن السماء تمطر أحيانا. لكن الفساد يقاوم هذه الحقيقة كبغل.
هذا العناد مقياس للقدرة على صناعة المستقبل، يعكس كذلك مستوى الكفاءة المهنية التي تأبى تغيير مواصفات الرصف الفاسدة. ونظام تتمتع أدواته بهذا الفشل في شأن تافه كتصريف ماء المطر، لابد ان يجعلنا نشعر بالخطر عندما يفكر في إنشاء مفاعل نووي.
كيف سنتصرف في الماء الثقيل الخطر، إذا كنا عاجزين عن تصريف الماء الخفيف المثير للبهجة، إلا في هذا البلد الحزين؟.