قلة صور الطفولة، لم تكن دائمًا من إملاق، كانت الكاميرا رعبًا حقيقيًا بالنسبة لي، ينعوج فمي، وتبيّض عيناي، وأُصبح أقل وسامة مما أنا عليه. قلت: أقل وسامة، ولم أقل أكثر قبحًا. كتبتها هكذا عفويًا، فتذكرت مقولة سوزان سونتاج، عن رفض الكثيرين للتصوير، تعتقد أن ذلك لا يعود إلى الإحساس بالانتهاك الذي يصيب البدائيين، بل خوفًا من اختبار رفض الكاميرا لهم، حيث كل شخص يتمنى أن تحبه الكاميرا، وأن تمنحه صورة يكون فيها أكثر وسامة مما هو عليه في الحقيقة.
أتصور أن جرأتي على الصور كانت تتصاعد مع التعرف على النصف الأجمل من البشرية. كلما وجدتني مقبولاً في عين فتاة يقل توتري أمام عين الكاميرا، حتى صرت أحدق في عينها، ليس بوقاحة تامة، أقصد عين الكاميرا لا عين الفتاة. ثم عاد القوس إلى الانحناء، عدت أنظر بعيدًا وإلى الأرض وكأنني بهذا التهذيب أستعطف الكاميرا كي تترفق. ويومًا ما سأستعيد رعب الصبا غير منقوص.
لا نملك حق تغيير لحظة إسدال الستار على حيواتنا، لكننا بالقليل من الثقافة الطبية نستطيع الحفاظ على نوعية مقبولة من الحياة، كذلك يجب أن نفعل حيال حياتنا الفوتوغرافية. مع السن يجب ألا نفرط في التحديق بكاميرا تحملها فتاة؛ لأن رأيها فينا ستقوله عيناها وستردده الكاميرا مثل ببغاء.