سبع عمليات هجوم متزامنة في باريس، وضعت فرنسا تحت ضغط نفسي رهيب، فيما وصف بأنه أكبر هجوم منذ الحرب العالمية الثانية.
أكثر من مئة من الأبرياء لقوا حتفهم. والرقم ليس معيارًا رغم ضخامته، لكن سرعة التكرار هي المخيف. الآلية نفسها التي استخدمت في الاعتداء على مجلة شارل ابدو في ٧ يناير الماضي، حيث يتزامن هجوم أساسي مع عشوائية في إطلاق النار في أكثر من مكان بهدف الاستعراض وإثارة الرعب.
من الواضح بالطبع وجود خصوصية فرنسية تسمح بتكرار هذه الحوادث بخلاف الوضع في دول شمال المتوسط الأخرى : اليونان وإيطاليا وإسبانيا.
هناك خزان الغضب في الضواحي، لكن ما حدث له علاقة بالسياسات الغربية في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .
الولايات المتحدة تحقق مصالحها من خلال اختراع الإرهاب الإسلامي .، لكن أوروبا، التي لا يفصلها عن العالم العربي سوى البحر هي التي تتأذى. ويجب أن تعيد التفكير في مسألة الارتباط بأمريكا وخصوصا فيما يتعلق بسياساتها الشرق أوسطية، وإلا فسيظل أمن أوروبا ووحدتها على المحك.
والغريب أن هذه الأزمات وضعت وحدة أوروبا في موضع التساؤل، بينما لم يصدر عن أي سياسي أوروبي ما يفيد بضرورة إعادة النظر في مفهوم الغرب.
تدفق المهاجرين السوريين، قيل إنه سيهدد وحدة الشينجن، والآن مع الاعتداءات الباريسية كان أول الحديث عن الشينجن وصعوبة ضبط الدولة لحدودها في ظل وحدة التأشيرة الأوروبية!
والمشكلة بالتأكيد لا تتعلق بإرهابيين يأتون من الحدود، بل بأوروبيين يحملون الجنسيات الاوروبية ولا يمكن مراقبة جميع المواطنين المنتمين لأصول إسلامية وهم يقدرون بعدة ملايين في كل دولة.
الحل الوحيد الصريح والحريص على سلامة الأوروبيين ومستقبل البشرية هو التخلي عن المخطط المعد في مطابخ السي آي إيه، وإلا ستظل أمريكا تأكل السمك وتترك غصة الشوك(الحسك) لأوروبا. وخصوصا فرنسا بلد الأنوار التي اضطرت لإعلان حالة الطواريء، وستضطر بعد كل جرح إلى تشديد القوانين لتجد نفسها في النهاية شبيهة ببلد من الشاطئ الجنوبي للمتوسط.