المسناوي ..الرجل الذي حالت الذاكرة  بيني وبينه

FullSizeRender (15)

 

 

لا أعرف سرًا لنسياني مهرجان القاهرة السينمائي الذي كنت أتفرغ طوال مدته، أخرج من فيلم لأدخل آخر. لعله تداعي الأشياء، أو تداعي رغبتي في الحياة. هكذا لم أذهب إلى المهرجان الحالي. لكن الصديق رياض أبو عواد هاتفني مساء الإثنين، واتفقنا على أن نلتقي الثلاثاء نشاهد فيلمًا ونلتقي بمصطفى المسناوي الناقد السينمائي المغربي، صديقي على الورق وصديق رياض على الورق وفي الحياة.

وعندا أصبح الصباح ذهبت إلى عملي، وفي رأسي أتذكر ضرورة مغادرتي مبكرًا دون أن أتذكر السبب الذي سأغادر مبكرًا من أجله. وهكذا غادرت مكتبي مبكرًا لكن إلى البيت، ليأتيني اتصال آخر من رياض: “مصطفى مات”!

أعفتني الذاكرة الخربة من لقاء يعقبه فراق، ليست الذاكرة ربما؛ فقد كان ملاك الموت المخادع قد استيقظ مبكرًا في شكل نوبة قلبية أودت بعقل جميل. وكنت تعرفت إلى المسناوي من خلال ترجمته الطيعة الجميلة لكتاب الطاهر لبيت “سوسيولوجيا الغزل العربي” قبل أن أنتبه إلى مقالاته في النقد السينمائي. رحيله خسارة عربية.