بوتين يختطف الملف السوري وينهي الحقبة الأمريكية

بوتين..اليوم طائرة وغدًا أمر
بوتين..اليوم طائرة وغدًا أمر

كتبت هذا المقال ٢٤ نوفمبر. واليوم العالم كله يضغط على المعارضة للذهاب إلى محادثات بشروط موسكو، لأن الأولوية الآن لمحاربة الإرهاب القطاعي الذي تمارسه الفصائل المتطرفة لا إرهاب الجملة الذي يمارسه الأسد. ومن المؤسف أن مصر. القطر الجنوبي لدولة الوحدة لا صوت لها في مصير سورية!

لن تعلن موسكو الحرب على أنقرة، رغم قسوة اللغة المستخدمة؛ فعلى الأكثر سيعاني الأتراك من شتاء بارد، ومن دعم روسي للأكراد، ومن غياب السياحة الروسية، وهو أول الإجراءات الفورية التي تم اتخاذها.

و قد حرصت روسيا على حرمان تركيا من شرف شجاعة البدء بالعدوان، عندما سربت على لسان خبير بأن إسقاط تركيا للمقاتلة جاء ردًا على ضرب روسيا لقافلة ناقلات تركية تهرب النفط من داعش وأن تركيا تكتمت على خسائرها.

وهذا الإصرار على دمغ تركيا وأطراف خليجية بتمويل داعش ليس مقصودًا به هذه الأطراف بحد ذاتها، رغم الثأر التاريخي بين روسيا وهذه الأطراف في أفغانستان والشيشان وجورجيا، بل لجرح مصداقية الغرب معها وإخراجه من معادلة الحل، بحيث تقوم روسيا مع تركيا بإعادة تمكين الأسد ورفض المفاوضات تمامًا أو الدخول إلى مفاوضات تُستبعد منها كل الفصائل المتحاربة، وتحضرها جماعات سورية مدنية تدخل المعادلة الجديدة ويبتلعها النظام سريعًا.

ورغم أن المستقبل السوري لم يتحدد، إلا أن المستقبل الأمريكي قد تحدد، ويمكن القول بأن نهاية الحقبة التي انفردت بها الولايات المتحدة بالقرار الدولي قد انتهت اليوم، إذ  جاء رد أوباما بما يشتهي بوتين، حيث وضع الرئيس الأمريكي نفسه في دور الحكيم المحايد لا رجل القرار عندما نصح روسيا وتركيا بالتباحث منعًا للصدام.

وفي الوقت ذاته انتهى اجتماع الناتو بطلب من تركيا إلى تصريح هزيل ينصح بالتهدئة. الردان يؤكدان أن بوتين بوسعه أن يحارب داعش وغيرها من الفصائل التي يحاول الغرب تصنيفها معتدلة بلا شريك، ولكنه قد يترك لقادة الغرب مهمة اللقاء وسب داعش والتحذير من خطرها!