عقدة الأسد في منشار فيينا

مواقف اللاعبين الرئيسيين في في المأساة السورية (أمريكا وروسيا) اليوم تبدو ظاهريًا واعدة بحل قريب، خطابات كيري ولافروف في جنيف تبدو متقاربة تحت ضغط الرعب الفرنسي، لولا  الإشارة إلى عدم الاتفاق على مصير الأسد، وهذا ليس خلافًا حول بند واحد من بنود المعادلة، بل خلاف على قضية جوهرية كفيلة بإعادة اللعبة إلى المربع الأول.

جميع الأطراف تريد أن تبدو متعاطفة مع فرنسا. ولم يتوقف الأمر على تصريحات المتباحثين في فيينا، بل قدمت أمريكا مساهمتها العملية باصطياد رأس داعشي في ليبيا، وساهمت تركيا باصطياد رأسين على حدودها. هذا تصرف  كلاسيكي من القاتل عندما يمشي في جنازة قتيله. وبعد العزاء سيعود كل طرف إلى حساب مصالحه ومصالح حلفائه، وستكتشف معظم الأطراف أن انتهاء المأساة السوريدة ليس في صالحها.

ليس الأسد بالعقدة الهينة، وليس  “الأسد الشخص” هو المشكلة، فبشار  الشخص الأضعف بين النخبة الحاكمة في سورية، لكن المشكلة الحقيقية هي  نظام الحكم بترسيمته التي وضعها الأسد الأب، وبقاء هذه الترسيمة هو الخطر الشديد على الأطراف الخليجية المتورطة في الملف السوري. ولهذا ستفضل الولايات المتحدة وتركيا استمرار الحرب على حل الأزمة مع بقاء الأسد الشخص او النظام، كما أن روسيا التي لا تضمن صداقة النظام البديل ستفضل روسيا استمرار الحرب على تنحية الأسد. علاوة بالطبع على الأهداف الأخرى التي تتحقق تحققها كلا القوتين من استمرار الحرب.