ومن الصور ما قتل

لم أكن محظوظًا جدًا في الحب، خلال رحلة حياتي، والأسوأ أنني خسرت آخر فرصه في السعادة بسبب صورة. كنت مسافرًا للخارج، وأقام لي بعض الأصدقاء في ذلك البلد سهرة، وكالعادة بدأنا في التقاط الصور.

وقبل ومضة الفلاش، قفزت سيدة مرحة وعانقتني، وبعد الضحكات عادت إلى جلستها بعيدة عني، وفي نهاية السهرة تفرقنا، ولم ألتق بها ثانية خلال أيام الرحلة، ولم يعلق بوجداني شيء خاص من تلك السهرة.

وعدت بشوق للقاء حبيبتي، وكنا لا نزال في مرحلة البداية المليئة بالريبة ومحاولات السيطرة واجتهادات الإدهاش. بعد السلام بالأحضان ونحو ذلك، أخذت أعرض عليها الهدايا الصغيرة التي حملتها إليها والأشياء التمثيرة للفضول التي عدت بها من رحلتي. وفجأة نطت الصورة بين غيرها من صور الرحلة، فجعلت استمرار العلاقة مستحيلاً، لأن حبيبتي لم تقتنع بأن هذا الالتصاق ابن لحظته وعفو خاطر سيدة مجهولة استخف بها الشراب.

محمد عبلة
محمد عبلة