عواد وزوجاته المتدلهات

اللوحة لفاتح المدرس
اللوحة لفاتح المدرس

سؤال الهوية، حق المواطنة، وألم المرأة بشكل خاص هو موضوع رواية قيد الدرس التي صدرت مؤخرًا عن دار الآداب ببيروت. وهي الخامسة لكاتبتها لنا عبد الرحمن. يمتد زمن الرواية منذ منتصف السبعينيات من القرن العشرين إلى عام 2012، حيث لا تضيف السنوات سوى المزيد من الآلام لفئات غير معترف بها.

لنا عبدالرحمن

كان لنجوى أخوة وأخوات منتشرين في كل أصقاع لبنان، بل هناك قسم منهم في سوريا أيضا، على حدود القامشلي من زوجة عواد الأولى العراقية الكردية التي لم يلتق بها أحد، بل كان أولادها يأتون إلى لبنان متسللين ـ بطرق غير شرعية عبر الحدود عن طريق سوريا، متتبعين خطى والدهم، يبحثون عنه، وفي حقيقة الأمر كانوا يأتون للبحث عن عمل، راجين أن تكون الأحوال المادية للأب أفضل مما هم عليه، وحين خاب أملهم ولم يُظهر عواد رغبة في تكرار زيارتهم توقفوا عن القدوم، إذ عليه استجداء إحدى زوجاته كي تستقبلهم، ولما كان عواد لا يُحسن القيام بهذا الدور، فقد طالب أولاده بعدم تكرار الزيارة لأنه لا يملك بيتا يستقبلهم فيه، وكل البيوت التي يعيش فيها هي بيوت زوجاته.لنا

 

 لم تكن نجوى تعرف كل أخوتها وأخواتها الكُثر، بل ربما عواد الكردي نفسه لم يكن يعرف كل أبنائه. أما الأولاد فكانوا يُعرفون بانتماءات أمهاتهم، فيقال عنهم: “أولاد الشيعية، أولاد المسيحية، أولاد البيروتية، أولاد العراقية”.

لم تكن زوجات عواد الثلاث الموجودات في لبنان زلفا، وخديجة، وسعاد، يلتقين إلا في الملمات والشدائد، ومع مرور السنين لم يبق بينهن شعور عدائي، بل كانت كل واحدة منهن متعاطفة مع الأخرى، بسبب سقوطها في حبال عواد الكردي، لكل منهن حكاية مختلفة تدفع للتعاطف معها، وإن كانت سعاد أصغرهن سناً، فقد كانت الأكثر ذكاء وحنكة.

“زلفا” زوجته الثانية، التقى بها عواد لأول مرة في إحدى قرى الجبل خلال جولاته لبيع بضاعته ـ كانت مترملة حديثا، تكبره بعشرة أعوام تقريبا. عرف فورا أنها في حداد، تجلس بين النساء والفتيات صامتة، سارحة في عالمها، لفتت انتباهه تلك الشقراء النحيلة والمنزوية، أعجبه تناسق جسدها الذي تكشف معالمه من تنورتها القصيرة والضيقة وقميصها الساتان الأسود، الذي يُبرز نهدين بارزين بشموخ. في ذاك اليوم أصر عواد على دفعها للضحك بأي شكل، أراد رؤية ملامحها حين تضحك، وكما لو أن وظيفته في الحياة تحددت في تفريج هم الأرملة التعسة، وكان من عادته أن يُنهي جلسة البيع بأن ينشد بعض المواويل للصبايا والنساء اللواتي يتحلقن حوله في دوار أحد البيوت. راح عواد ينشد مواويله عن الحلوة التي ترتدي السواد، وكيف أن حزنها أسر لبه. كان على ثقة بقدراته، فهو لم يتعرض للصد من أي امرأة، هيئته الجسمانية التي تشبه نجوم هوليوود تجعل النساء يترددن ألف مرة قبل صده، وجهه متورد بيضاوي، بفك عريض، وأنف مستقيم، وعينين خضراوين مشوبتين بزرقة، شعره أشقر يتركه أحيانا مسترسلا عند رقبته، أما جسده فكان طويل القامة، منحوتا بدقة تبرز عضلات صدره وذراعيه، وجاذبية جذعه، الذي يشبه نمرا رشيقا.

كانت زلفا أرملة شبقة، فقدت مع موت زوجها مصدرا أساسيا لسعادتها، تعيش وحدها، لم تنجب من زوجها الذي كان عاقرا، وورثت عنه ثروة جيدة تُؤمن لها حياتها، وما أن ظهر لها عابر السبيل هذا حتى فتحت له كل الأبواب، كانت في شوق عارم لتمضية ليلة مع هذا الغريب الذي يثير فيها كل التخيلات المحمومة بالرغبات. تزوجته بعد أن حملت منه، ولم تكن على استعداد اطلاقا لأن تتخلص من الجنين. أنجب عواد من زلفا ابنتين لكن زواجه من زلفا لم ينه حالة التجوال التي يعيشها، إنها جزء متجذر في شخصيته. لا يستطيع عواد أن يعيش ثابتا في مكان وإلا سيموت، يكره القيود التي يفرضها عليه الزواج والإقامة مع امرأة واحدة. ظل يحمل بضاعته متنقلا بين قرى لبنان يبيع المناديل المعطرة للصبايا، ويغني المواويل والأهازيج للنساء الحزانى، لكن ليست هذه الأسباب فقط التي جعلت من حضوره آسرا عند كل من يراه، فقد كان بالإضافة لهذه المزايا ملما بحكايا دينية وتاريخية، عن الأنبياء والعصور الغابرة، وعن الأولياء والقديسين وكراماتهم، وكانت تلك القصص تجتذب انتباه سامعيه حين يختار سردها في وقت معين يعطفه على حدث مهم، كما يحتفظ بكتاب ألف ليلة وليلة في جعبته وبعض الكتب القديمة، ولعل أهمها من وجهة نظره – في بعض الأحيان- كتاب “رجوع الشيخ إلى صباه”، الذي كان شباب القرى يطلبون منه استعارته، لكنه يرفض تماما، ويكتفي بأن يقرأ لهم بعض الصفحات، في ظلال أشجار الحور والسنديان، فيما القهقهات العالية ترتفع لتهز أرجاء المكان.

 

التقى بزوجته الثالثة خديجة، خلال تردده على مطعم صغير على طريق إحدى القرى الجنوبية، كانت تعمل على إدارته بعد هجرة زوجها إلى البرازيل على أمل الثراء السريع، لكن مضى عامان ولم يأت منه خبر، فما كان منها إلا أن حصلت على الطلاق عبر المحكمة. أحب عواد خديجة لأنه أحس بتشابهها معه، مرحة، تحب الغناء والمواويل، مستقلة، قوية، تربي ثلاثة صبيان وتدير المطعم بنجاح مكتفية بمساعدة شاب أخرس يجلس في أوقات الفراغ على الأرض فيما خديجة تدخن الأرغيلة. لم يكن في شخصيتها أنفة زلفا وكبريائها، بل كانت تتحلى بالتلقائية والتحفظ في وقت واحد، تبسط أمامك كل شيء ولا تمنحك شيئا. قصيرة، بيضاء بلون القشدة، ممتلئة بفخذين بارزين، وصدر متوثب، وخصر مشدود، وجهها دائري بملامح دقيقة ومنمنمة. اشتعلت شرارة الحب بينها وبين عواد حين حاول أحد الزبائن مضايقتها والتودد لها بفظاظة، قام عواد عن الطاولة وأمسكه من ياقة قميصه مهددا بضربه، طرده من المحل على مرأى ومسمع من الجميع، كما لو أنه سيد المكان، ثم تقدم من خديجة معتذرا بأنه لم يحتمل رؤية أحد يضايقها. أحبت خديجة عواد، وقامت هي بعرض الزواج عليه، لم يتردد في القبول، ولم يذكر لها شيئا عن زلفا وابنتيه، كما أنها لم تسأله مخافة معرفة تفاصيل تعرقل الزيجة. أمضى عواد أسبوعا كاملا في بيت خديجة، من دون أن يغادر إلى منزل زلفا؛ التي اعتادت غيابه ليومين أو لثلاثة، لكنها عرفت هذه المرة  أن وراء غياب زوجها امرأة ما، وترددت في  إرسال  أحد ليتتبعه، ويرجع بخبر لا يسرها ينتشر في الضيعة، وتصير أضحوكة للجميع، بعد أن انتقدوا زواجها من رجل يصغرها بعشرة أعوام، غريب وفقير وجوال. لكن زلفا وجدت أنها تأخذ من عواد أكثر بكثير مما تمنحه له، فهو لم يكن طامعا بأموالها، كما أنه نزيه جدا، حنون، وقادر ببراعة على منحها متعة لم تعرفها. لذا تغاضت عن غيابه المتكرر مخافة أن يمضي ذات يوم ولا يعود،  بل إنها حين تتعرض لمضايقات نساء الحي وتلميحاتهن بخيانته، تبتسم لهن بمكر، مع ابتسامة ذات مغزى، وهي تقول:

عواد.. يي لو بتعرفوه ..كله رقة وحنية.

 

خديجة، أرادت فيما بعد الاستئثار بعواد لها وحدها بعد أن عرفت عن طريق أحد رواد المطعم بوجود زوجة أخرى في حياته، لم تتوان عن إرسال المراسيل لزلفا كي تؤكد زواجه، ولما لم تحرك زلفا ساكنا، جاءت خديجة برفقة ابنها الأصغر ذي السبعة أعوام للتعرف إلى ضرتها. لم يقع بينهما عراك أو شجار، فقط راقبت كل منهما الأخرى بعين فضولية، كما لو أنها تجس أسرار إعجاب عواد بها.

كان لزلفا شكل سيدات المدن الأنيقات، وخديجة تشبه فلاحة غضة حسنة الطلعة. رأت كل منهما في الأخرى ما ينقصها. الأناقة والإتيكيت والتعامل الراقي عند زلفا، الشباب والحيوية والبساطة عند خديجة. انتهت الزيارة بصداقة ابن خديجة مع ابنتي زلفا، اللتين أمضيتا الوقت، وهما تقدمان له الكعك والألعاب وتحاولان استرضاءه ليلعب معهما.

عرف عواد بزيارة التعارف تلك، لكنه لم يعقب عليها طالما أن إحدى زوجتيه لم تنغص عليه حياته، وعاش متنقلا بين بيت الجبل وبيت الجنوب حتى زواجه من سعاد خطيفة.

 

أرسل الحاج رضا والد سعاد من يبحث عنها في كل أصقاع لبنان. حين عرف الأب ما فعلته ابنته أراد استعادتها بأي شكل، ليس لينتقم منها، بل لأنه لم يرغب لها بأي نوع من الذل، وبدا مستعدا لمسامحتها، لو عادت هي وزوجها، وأُعلن زواجهما أمام الجميع. كان عاقلا ومتزنا في تفكيره نحو البنت الصغيرة، بأنها لم تجد من يوجهها ويرعاها، وهو أخطأ حين تركها عرضة لثرثرات بنات الحي. لذا ظل يسعى للبحث عنها، حتى عرف بوجودها في إحدى مناطق الشمال، تسكن في بيت وضيع، تمضي أوقاتها وحيدة في كثير من الأحيان لأن عواد يذهب ليبيع البضاعة التي تؤمن لهما العيش. تبدل عواد بعد إحساسه بالمسؤولية نحو زوجته الصغيرة، هذا النوع من الاتكال عليه لم يشعر به من قبل مع زلفا أو خديجة. صار مغتما بسبب حاجته للمال، كي يؤمن معيشة سعاد بشكل مقبول، ولا يجعلها تندم على فرارها معه. كذب على كلتي زوجتيه بأنه سيقيم لمدة معينة في الشمال، لأن صديقا له ينوي القيام بمشروع تجاري ويحتاجه إلى جانبه.

ظنت سعاد في البداية أن والدها ينوي قتلها حين عرفت من عواد أن أباها يُرسل مع كل التجار الذين يشتري منهم بضاعته ليسأل عنهما، لكن حين فتحت الباب ذات صباح، ووجدت الحاج رضا يقف مطأطئ الرأس أمام العتبة ألقت بنفسها بين أحضانه وشهقت بالبكاء.

عادت سعاد للحياة في “وادي أبو جميل” اشترى لها أبوها بيتا جميلا لتسكن فيه مع زوجها. غفر لها الأب فعلتها، لكن أخاها أحمد لن يسامحها أبدا، وستظل العلاقة بينهما متوترة طوال حياتهما، وبعد وفاة الأب سيضع أحمد يده على ميراثها، ولن تنال من نقود أبيها سوى البيت الذي تسكنه وبضع ليرات يرسلها لها أخوها في نهاية كل شهر.

عرفت سعاد فداحة فعلتها حين فتحت الباب ذات صباح، ووجدت أمامها امرأتين، لكل منهما هيئة تختلف عن الأخرى، شهقت المرأتان في وقت واحد، قالت زلفا لخديجة، وهي تغطي فمها بيدها: “يي شو صغيرة”، أما خديجة، فقد أجابت بصوت مرتفع قاصدة عواد بقولها:

يبعتله حمى عترها على بكير”.

اقتحمت المرأتان البيت تبحثان عن زوجهما الذي كان ما يزال نائما في سريره، لم تفهم سعاد ما يجري إلا حين اقتحمت خديجة الغرفة مهددة ومتوعدة عواد الخائن الغدار، أما هو فمن هول المفاجأة غادر البيت بثياب النوم، بعد أن عجز عن الدفاع عن نفسه مكررا كلمات مفادها: “خديجة ما تزعلي رح اشرحلك الموضوع.. زلفا عيوني ليه اجيتي معها“، ولما انتبه لوجود سعاد، التي تضاءل حجمها أمام زلفا الطويلة والأنيقة، وخديجة التي صارت أكثر امتلاء وعرضا، صار يردد :

سعاد.. سعاد.. يا تقبريني.. رح فهمك كل شيء”.

بعد مغادرته، لم تنطق زلفا بكلمة، ظلت تجول ببصرها بين الفتاة الصغيرة التي تكبر ابنتها بأعوام قليلة وبين خديجة التي كانت تغلي وتزبد وسط شتائم لم تسمعها زلفا أو سعاد سوى في الشارع، ثم تقطع حبل شتائمها موجهة كلماتها لسعاد قائلة: “ولي أنت ليه تزوجتيه، ما قالك انه عنده نسوان اتنين”.

 

مع مرور الزمن ستصير ذكرى هذه الحادثة طرفة تحكيها سعاد في الجلسات النسائية، حين تدور الأحاديث عن خيانة الرجال وألاعيبهم، أما علاقتها مع زلفا وخديجة فقد ظلت محايدة، تستقبلهما أحيانا عندما تأتي إحداهما مع عواد لقضاء مصلحة ضرورية في بيروت. زلفا أمضت في ضيافتها أياما خلال تلقيها العلاج في الجامعة الأمريكية من ورم في ثديها، وكان عواد يقول لسعاد حين يُحضر زلفا معه: “ولو.. زلفا متل أمك، ما الها حدا مسكينة”.

لم تكن سعاد تحمل ضغينة نحو زلفا، بل تصفها بأنها “صاحبة أصل”، أما حين تأتي خديجة فيصير البيت مثل بركان من لهب، إذ تتدخل في أماكن وضع الأثاث، تقدم اقتراحات أو تبادر في تنفيذها من دون استئذان، تحاول التأكيد على سطوتها بكل الطرق. لم تكن سعاد تُظهر تذمرا واضحا خوفا من فضيحة تقوم بها ضرتها، فقد سبق لخديجة أن غضبت ونزلت الأدراج، وهي تبرطم بكلمات نابية سمعها كل سكان العمارة في “وادي أبو جميل”. عواد كان يتدخل قائلا لها: “خديجة لسانها طويل بس قلبها أبيض، اعتبريها متل أختك الكبيرة”.

مات عواد، وهو يتجول في إحدى القرى، وجدوه مسجى على جانب طريق فرعي، لم يُعرف سبب حقيقي لموته، كما أن بضاعته وأمواله كانت موجودة كلها ولم تُسرق، وصل الخبر إلى أولاد خديجة الذكور في المطعم عبر أحد السائقين الذين تعرفوا عليه، حمله أولاد خديجة إلى بيت أمهم، حيث قاموا بغسله، ثم نقلوا جثمانه إلى بيروت ليُدفن على أرضها، كما أوصى زوجاته.

بعد موته، صارت الزوجات الثلاث يتبادلن زيارات كلما أرادت إحداهن الذهاب لبيروت أو الجبل أو الجنوب، يستقبلن بعضهن بترحاب، تأتي كل واحدة برفقة أحد أولادها، تعرفهم على أخوتهم، وبمرور الوقت سيصير اسم الزوجات بعد زواج أبنائهن، وإنجابهن أحفادا: “تاتا خديجة، تاتا زلفا، تاتا سعاد”، ولعل هذه الألفة كان السبب فيها الطبيعة الشخصية لسعاد، التي أرادت أن تعوض ما فقدته بزواجها من عواد. ظلت سعاد تستقبل زلفا كلما جاءت إلى بيروت للعلاج، ومع فارق الأعوام الذي يزيد على العشرين، قامت بينهما صلة أشبه بعلاقة الأم مع ابنتها، تعلمت سعاد من زلفا أصول الإتيكيت واللياقات الاجتماعية، والاعتناء بالمظهر الخارجي، واستمرت علاقتهما حتى موت زلفا بالسرطان في مستشفى الجامعة الأمريكية، حيث نقلتها سعاد مع ابنتيها إلى قريتها في الجبل كي يتم دفنها هناك، أما توتر علاقتها مع خديجة، فانتهى مع موت عواد، ومع نزوح خديجة من الجنوب إلى بيروت، وسكنها مع أولادها في “بير العبد”، ظلت بينهما زيارات بين حين وآخر وسط دهشة كل من يعرف أنهما ضرتان، إلا أن خديجة أيضا ما عادت تحمل ضغينة لسعاد، وكانت تطلب من أولادها الذكور زيارة “خالتهم” ورعاية “ملكة، ونجوى، ووهيب”، فيما بعد هاجر أولاد خديجة إلى كندا في سنوات التسعينيات، وفتحوا متجرا في “مونتريال”، واصطحبوا أمهم إلى هناك.

سعاد التي لم تعرف رجلا آخر غير عواد، ظلت طوال حياتها تغني في أوقات الصفا الأغنية التي غناها لها في أول مرة، رغم معرفتها أنه كان يغنيها لكل زوجاته وحبيباته السابقات:

ميلي عليا ميلي.. ليلي…يا أم الفستان النيلي

يا نمنم خانم قلبي نار

خدك كهربا يضوي… نمرة 12 قنديلي

يا نمنم خانم قلبي نار”.

ــــــــــــــــــــــــ

* الفصل الثاني من الرواية.