صورة للذل

FullSizeRender (20)

قروية في العقد السابع بوجه نحاسي وعينين تطفحان حزناً. وقفت تلهث بالسلة علي رأسها، أمام سياج الحديد في الميدان الذي لم يزل يحمل اسم رمسيس بعد نقل تمثاله المهيب.

تلفتت حولها لتبحث عن ثغرة في السياج العازل بين محطة القطار والشارع. مد لها أحدهم يده وأخذ عنها السلة. رفعت رجلاً إلي المدي الذي سمح به اتساع الجلباب فلم تفلح في تسلق السياج. انبطحت محاولة الهروب من الفاصل بين الأرض والحديد. انحشرت كسمكة في شباك صياد، ولم تعد تعرف كيف تتقدم أو تتأخر. نجحت أخيراً في تخليص نفسها والتقهقر. سارت مع الجدار العازل، حتى وجدت الثغرة التي فتحتها آلاف الانحناءات السابقة. عبرت منحنية، وتناولت من المحسن سلتها، أعادتها إلي رأسها، ووقفت تلهث في ذات المكان تستطلع كتل الحديد الضخمة، التي تعطي للشوارع المصرية صفة أكبر سجن في الهواء الأكثر تلوثًا لمدينة.