المجذافُ القصيرُ مثل مِعْوَلٍ كادَ يَصْفُرُ لحناً شائعاً بيننا ـ طالَ إتَّكاؤهُ على الجدارِ في المقهى قربَ نافذةٍ تواجهُ البحر. لم نلتفتْ إليهِ إلّا ربَّما أو حينَ تقتربُ مِنّا زوارقُهم تضيئُهُ بكشّافتِها، وتضيئُنا. نصفنُ فيهِ أحياناً عندما يستبدُّ بِنا غيابٌ أو نسمعُ الأخبار. كُنّا وجدناهُ مرتمياً على الرملِ وحدَهُ دون كسرٍ يشيرُ إلى ما حدث ـ أفكارُنا على الشاطئِ نطردُها وترجعُ ننظرُ نحو الأفقِ، لا نرى غيرَ الغروب. الأولادُ ذهبوا، من العتمِ الفائتِ يحفرون نَفَقاً وراءَ الموج. ---------------------- من مجموعة "بيوت النور الممكن"، تصدر قريباً عن دار بيان للنشر والتوزيع
منقول عن موقع الشاعر:
http://walidkhazendarpoems.oxlit.co.uk/