عندما يحمل نصف سكان مصر لقب “وزير سابق”!

بعد نفي وتلميح، بدأ التصريح بالتغيير الوزاري، وبدأ المواطن الشريف شريف إسماعيل في إجراء مقابلات المرشحين الجدد الذين سيحلون محل القدامى. ولا نعرف لماذا يبقى المواطن الشريف شريف، بينما يذهب بعض من زملائه، ولماذا هذا البعض دون البعض الآخر؟! هل رئيس الوزراء ناجح، ليبقى؟ وهل الوزراء الذين سيبقون أقل فشلاً من الذاهبين؟ هل هناك خطة محددة أنجزتها الوزارة بالذاهبين الذين وضعونا على أعتاب خطة جديدة تحتاج إلى قدرات مختلفة؟

ليس هناك من مواطن شريف يشرح للمواطنين التعساء سر ذهاب مواطنين شرفاء لم نتعارف معهم بعد، ولا نكاد نتعرف على وجوههم، حتى نكتشف أنهم مرشحون للتغيير، ليحل محلهم مواطنون شرفاء آخرون.

ما الملكات التي افتقدها الذاهبون أو التي يمتلكها القادمون الذين سيتمتعون بالأبهة الوزارية ومن ضمنها بالطبع الحرس الذي تحولت وظيفته من حماية شخص معروف إلى التنويه بوجود شخص غير معروف، كان بوسعه أن يمضي بين الجماهير دون حرس، ودون خطر لأن أحدًا لا يعرفه.

هل سبقي شريف إسماعيل لأنه رئيس وزراء لوذعي ولديه خطة يجب أن يستكملها بعناصر جديدة لأن الوزراء المرشحين لترك الوزارة خذلوه وتعبوا منه في الطريق؟!

كل هذه الأسئلة، لا أهمية لها، لأنها بلا أجوبة، لأن التجربة علمتنا أن حركة الوزارة وحركات المحافظين تنتهي بنتائج هي والعدم سواء، لا ينتظرها إلا المواطنين الشرفاء المرشحين للقب الشريف، ولا تخلف وراءها سوى المزيد من الأعباء على الميزانية بزيادة عدد المواطنين الشرفاء الذين يتمتعون بمزايا “وزير سابق” والجنيه الذي عام للتو سيغرق قريبًا عندما يصبح نصف عدد سكان مصر هم “وزير سابق”!