عن ذكرى ذراع متروكة بإهمال على إفريز الشرفة

Lempicka تفصيل من
Lempicka تفصيل من

ذات صيف سكندري، قضيت أسبوعًا في شرفة.

أصابني الفرش الزنخ بالقرف. وعرفت شيئًا جديدًا عن نفسي؛ إذ اكتشفت أن روائح أثاث الشقق الغريبة، مثلها مثل روائح مطهرات المستشفيات، تجعل غددي اللعابية تعمل بكامل طاقتها.

لكن نزاهة الضمير تقتضي الإعتراف بأن زناخة الفراش العمومي لم تكن السبب الوحيد الذي جعلني أقضي عطلتي كلها في شرفة في الطابق التاسع وأتحمل الدوار الذي يصيبني، كلما نظرت إلى الشارع. كانت هناك ذراع، تعمدت إحداهن نسيانها مثنية على سور شرفة الطابق الثامن طوال الوقت، حتى تصورت أنها تمضي إلى حياتها وتتركها هناك، تحت عيني مباشرة.

وعندما أوشكت عطلتي على الانتهاء، تجلت السيدة بكاملها مصادفة؛ فتيقنت أنها تدرك سر جمالها الذي يتجلى في الانعطافة اللينة للحم ذراعها الأبيض، وتحديدًا في غمازة فوق عظمة الكوع مباشرة، لها فتنة سرة سويت على مهل. وهي بهذا الإدراك لسر فتنتها من القلة المحظوظة من البشر.

نستطيع أن نتبجح بالادعاء بأننا نعرف كل أسرار أنفسنا أو أسرار الآخرين، لكن المحظوظ فقط من يمكنه أن يعرف سرًا واحدًا من أسرار الجسد أو الروح؛  جسده وروحه أو جسد وروح شخص اقترب منه، إلى حد يسمح بمعرفة ذلك القليل عنه.