هل نرسل إلى الصيادين ألا يتهوروا أكثر في الغناء؟

 Frank Weston Benson

Frank Weston Benson

وليد خازندار

_______________________________________

غزة ـ

النهار معجزة يوميّة

العشيّة أن يقاوم الجمال وينتصر

***

صوتُ البحر. ما يقولُهُ غامضٌ ويفسِّرُ قلبَكِ. تستديرُ الشمسُ من الصحراءِ فوق المنازل. يدُ المصائرِ ترفعُ مصباحَها كي ترى. يعلو هديرٌ ليس للموج.

أصواتُ الصيّادين تصغي، تلتفتُ إلى جهةِ المنازل. يتركونها كل فجرٍ لآخِرِ مَرَّةٍ ربَّما. يمكنُ أن يغيِّرَ الدويُّ عناوينَهم، يحرقُ أعمارَها.

– “الأجنحةُ الرصاصيَّةُ، مولاتي، تدنو من القصر. الجنود يقتربون من بابِ الصحراء. هل نغلقُ أبوابَ المدينةِ كلَّها، نرسلُ إلى البنّائينَ أنْ يهدأَ حفرُهم، إلى الصيادينَ ألّا يتهوَّروا أكثرَ في الغِناء. هل نجهِّزُ المراكبَ المحجوبة.”

– “لي دارٌ صغيرةٌ هُنا على البحرِ، كيف أتركُها. لي موعدٌ مع الأولادِ والبنات. نسلُ صحوي وأحلامي. أريدُ من حبيبي أميرةً أو قائدَ حرسٍ مثلَهم على صورتِهِ. منذ أن قال لي تعالي أوَّلَ مَرَّةٍ وجئتُ أردتُ هذا.

“بنتُ بحرٍ، أهلي يعلو غِناؤهم كلما ضاقتْ بهم. بَنّاؤونَ في الأصل. يحفرون مرتفعاتٍ كلما انغلقَتْ عليهم. ينظرونَ من حلمٍ إليَّ، ينادونني إن ابتعدتُ، أو عندما تغيرُ أجنحةُ الرصاص.”

ـــــــــــــــــــ

مقطع من ديوان وليد خازندار “جهات هذه المدينة” دار بيان.