قبل خمسة عشر عاماً كنتُ أعمل فى مشروعٍ عالمى فى دولةٍ شقيقةٍ وكانت انتقالاتنا على متن شركة طيرانها الوطنية المشهورة بالتميز والانضباط والفخامة، ولما تعجبت سكرتيرة المشروع من حرصى على تغييرالتذاكر إلى مصر للطيران التى كانت أقل فى كل شئ، قلتُ لها لا تتعجبى فإننى أحدُ مُلاَّك مصر للطيران وكل دينارٍ تربحه يعود إلىَّ جزءٌ منه .. كان ذلك من خمسة عشر عاماً .. كُنتُ واحداً ممن يستخدمون مصر للطيران تعصُباً ونشعر أننا نُضَحِّى من أجلها .. دار الزمن دورته وأصبحنا الآن نُصِّرُ على مصر للطيران ليس تعصباً فقط وإنما لأنها صارت الأفضل فى كل شئ .. طيارين وطائراتٍ ومضيفين ومواعيد .. وأى مُنصفٍ يعلم أن حوادثها (لا قَدَّر الله) هى الأقل بالمقارنة بغيرها .. أعمل الآن فى الكويت وقد صار الكثيرون من كافة الجنسيات يفضلونها حتى وإن زاد سعرها قليلاً فى المواسم عن الشركات الأخرى .. فلنكن أكثر حرصاً على شركتنا لا سيما فى مواجهة حالة التربص الواضحة .. فكما أن فى البيع والشراء صدقةً مخفية .. فإن فى استخدام مصر للطيران الآن وطنيةً واجبة .. وكما تسابق الإعلام قبل شهورٍ للترويج لمبادرة (صَبَّحْ على مصر) فلنمد الشعار على استقامته ليصبح (صَبَّحْ على مصر .. للطيران) .. رَحِمَ الله شهداءنا.