ثلاث قصائد:
وليد خازندار
————
إنتماء
مَنْ في غُرفتي في غيابي؟
المزهريةُ ليست في مكانِها قليلاً
وصورةُ الفارسِ القتيلِ
على الجدارِ مائلةٌ
وأوراقي تلمُّ أطرافَها
من قراءةٍ سريعةٍ
وليس هكذا أتركُ قميصي
ليس هكذا أتركُ مخدتي.
مَنْ في غُرفتي في غيابي
أيُّ احتمال؟
أيُّ هدوءٍ يعيدُ المزهريةَ إلى مكانِها
أيُّ تصالحاتٍ تعيدُ إلى الفارسِ القتيلِ
هيأتَهُ واعتدالَهُ في فراغِ الجدار؟
ما الذي يعيدُ إلى مخدتي وقميصي
هيأةَ المواطن؟
انشغالات
باكراً
ثلاثُ يماماتٍ على أسلاكِ الهاتفِ
نقرتْ وطارتْ.
عندَ الظهيرِةِ تجهَّمَ الوقتُ
مركباً مشقَّقاً صارَ
شَرَكاً وانشغالاتٍ:
ولدٌ يرسمُ بنتاً مألوفةً
عاريةً، على الرملِ
يلاعبُ أغصانَها، يستحي
يرسمُ زهرةً ملتاعةً
وينسلُّ عامراً بالنبوّاتِ الشقيَّةِ.
امرأةٌ في المقعدِ الخلفيِّ
في احتفالِ وحدتِها
رجلٌ مَرَّ
نظرَ واكتفى
لَمَحَتْ في عينيهِ طفلاً يُشبهُهُ.
لم يكن ثمَّةَ شيءٌ عندَ المساء
غيرَ أنَّ الطيورَ عادت
نقرتْ وطارتْ.
الغريب يعرفها
الليلُ يمعنُ
الحافلاتُ بطيئةً تبتعدُ
البناتُ صغيراتٌ ويختفينَ
مسرعاتٍ في العتمةِ
والشبابيكُ قارِباً قارِباً
أسرجتْ مصابيحَها وأقلعتْ.
المقاهي عدائيةٌ
والشوارعُ التي أضاعَ فيها مفاتيحَهُ
تغلقُ الآنَ انعطافاتِها.
المنارةُ شافتهُ وأنكرتهُ
وأنكرهُ المقعدُ الخشبيُّ الأخضرُ الطويلُ
قبالةَ البحرِ أيضاً
وانكرهُ بائعُ الكستناء.
ما الذي يسرقُ العصافيرَ ريشَها الجميلَ
في طقسِ العواصمِ؟
ما الذي يفعلُ الغريبُ في مدينةٍ يعرفُها؟
—————
القصائد من ديوان «أفعال مضارعة» نقلاً عن موقع الشاعر:
http://walidkhazendarpoems.oxlit.co.uk