نتنياهو يعلم ونحن نعلم أن الهوان العربي لن يستمر، لكنه يغش في اللعب

ما قاله إسرائيلي ممن  يسميهم الإعلام (خبراء) عاد ونتنياهو وقاله أمام الأمم المتحدة، وباطنئنان: العديد من الدول العربية باتت تعتبر إسرائيل حليفا، ونحن معا بصدد الحرب على عدو مشترك.

هكذا اطمأن الإسرائيليون إلى أن أولويات العرب الاستراتيجية باتت فقاعة داعش ودولة إيران. الصراع المذهبي الذي يجعل من وجود إسرائيل أمرا عاديا. هكذا نجحت الخطة التي صنعتها واشنطن لخلق وضع مريح لإسرائيل وتطبيع وجودها في المنطقة من خلال نشر دويلات دينية مثلها.

هذا هو الالتفاف الأخطر على استحالة التطبيع مع الشعوب العربية في الدول  العربية بشكلها الذي كانت عليه قبل عسكرة الربيع العربي!

نتنياهو، المدجج بترسانة نووية، ذهب إلى الجمعية العامة مدججا بالبلاغة. يعرف  رئيس الوزراء أن القتل يبدأ وينتهي في اللغة فذهب إلى نيويورك مدججا ببلاغته القاتلة.

وجد القاتل المحترف الوقت ليحكي عن الجندي الذي ظل متحصنا بخندقه بعد انتهاء الحرب العالمية مصِرا على أن الحرب لم تنته، ومن القصة الأمثولة ينتقل نتنياهو للهجوم على العائشين في الماضي، سواء كانوا دولا تواصل الهجوم على إسرائيل في الأمم المتحدة أو  أبو مازن الذي يجهز لمقاضاة بريطانيا بسبب وعد بلفور. لو فعلها ألو مازن حقا سيكون قد ضرب في المكان الصحيح، فقضية كهذه لن تحقق نصرا قضائيا، لكنها ستحقق انتصارا على صعيد الوعي، برواية القصة من بداياتها. تكره إسرائيل وكل اللصوص يكرهون بدايات القصص، ويعولون على وضعهم بعد الفرار بالمسروقات.

يسخر نتنياهو من نية أبو مازن العودة إلى النهايات ويقفز إلى مستقبل يتصوره ،

ويخلص إلى أن العداء لإسرائيل سينتهي خلال عشر سنوات، قبل أن يقدم دعوته لاختصار الوقت.

يعرف نتنياهو كما نعرف أن التاريخ يأبى قبول أحلامه، ويعرف أن هذا التردي العربي لن يستمر، لكنه يغش في اللعب.