يُحِبّون رِقَّةَ العابرِ في صوتكِ، كياسةَ إبن السبيل

 

وليد خازندار

لا يراكِ أحدٌ إلّا وتربحينهُ. ربَّما لأنكِ تأتين من حلمٍ إليهم. يُحِبّون رِقَّةَ العابرِ في صوتكِ، كياسةَ إبن السبيل. تكلِّمينهم فتنفتحُ قلوبُهم عليكِ. تصيرين مكشوفةً أكثر.

أهلُ بحرٍ، يعرفون الدرَّةَ من أوَّلِ نظرةٍ. مرورُ الأصابعِ الرشيقةِ على الحريرِ يخطفُهم في سوقِ الأقمشة. ينظرون في دكاكينِ التوابلِ إلى اليدينِ تفركانِ الزعترَ البريَّ لأجلِ العشاء. ينحرفُ الباعةُ في وصفِ فواكهِهم ويسرفون. يقولون خَلّي علينا.

ينظرون إليكِ بعينِ الرِضا. يُحِبّون نفضةَ العصفورِ رأسَهُ حين ترُدّين عن عينيكِ شعرَكِ. يخطبونكِ حين يعرفون أنكِ من هُنا، من دارٍ صغيرةٍ على البحر.

أصحابُهُ يسألونهُ عنكِ بين الشجرِ الذي يحرسُ المدينة. يقولون أين العروس. ربمَّا لأنكِ مثلُهم تكملين في الصحوِ أحلامَكِ. تثقين بالفجرِ، وهو رصاصيٌّ إن كَذَب. لا شمسَ من ورائِهِ.

لا يرونكِ إلّا ويعزمونكِ على شايٍ وكعكٍ، تقبلين في سُرْعةِ الكريم. هل يرون في عينيكِ قلبَكِ مكشوفاً مُهَدَّداً مثلَ بيوتِهم. لا يكفّون عن بنائِها.


المقطع ١٥ من القصيدة الديوان «جهات هذه المدينة» لوليد خازندار

FullSizeRender (14)