المسافة بين الإدارة وتمثيل الإدارة..المطارات نموذجًا

هناك حالة من انعدام الأمانة وانعدام الرغبة في الفعل على كافة المستويات في مصر، هذه الحالة غير الأمينة  تلغي المسافة بين حالة إدارة الدولة، وحالة تمثيل إدارة الدولة. الجميع يتحدث أمام الكاميرات عن الصح والمفروض والمأمول، لكنه لا يتصرف في حدود سلطاته كمسئول عليه أن يتخذ القرار.

لنأخذ السياحة مثالا. هناك بكاء على تدني حصة مصر من السياحة، وتمنيات بعودة تدفق السياح، وربما جهود في اتجاه واحد فقط، هو محاولة تسول السياح بالتفاوض مع الحكومات، وكأننا نتحدث عن شحن طلبيات من الأبقار الحلابة، لا تمتلك إرادات فردية لاختيار وجهاتها!

للسائح قراره، وما يؤذي المصري المضطر للتعامل مع واقعه، يؤذي السائح مرات، لأنه قادم في الغالب من بيئات أكثر نظامًا، وبيده اختيار بلد آخر غير مصر. ولهذا يجب على الحكومة أن توفر بعضا من جهودها في تسول السياح وتوجه هذه الجهود للعمل على تحسين بيئة السياحة في مصر. ولنسأل أنفسنا بصراحة: هل الإرهاب فقط هو ما يؤذي السياحة المصرية؟

الأمانة تقتضي من المسئول الحقيقي في دولة حقيقية الاعتراف بأننانعاني من الكثير من النقص على مستوى البنية المرورية، نظافة السيارات، نظافة المطاعم وأماكن السهر، باستثناء مطاعم المنتجعات السياحية، التي تجتذب نوعا واحدا من السياحة، وهناك المطار. الألم الدائم، والذي لا يمكن أن يظل على هذا الحال. والسؤال: ما العبقرية المطلوبة لضبط مطارات مصر؟

الواقع في مطاراتنا مترد إلى حد الشك في وجود تواطؤ من أنصار تمثيل الدولة ضد الدولة الحقيقية!

نحن أمام عورات كلها وليدة التسيب المثير للغضب،، من الأخطر المتمثل في المراقبة الجوية إلى الزمن الخرافي المطلوب لتسليم الحقائب، والتسول الذي يمارسه معظم مختلف العاملين الصغار من عمال النظافة مرورا بأفراد الأمن، وإلحاح سائقي التاكسي في صالات الوصول، مرورا بغياب أشياء تافهة مثل حبال تحديد مسارات ملتفة  تساعد على تنظيم طوابير الدخول والخروج من البوابات مرورا بإجراءات التفتيش والتأمين، والنداءات على أصحاب الوساطات، وهي نداءات مخيفة لمن يجهل اللغة ، ورسالة بالغة السوء عن مستوى الإدارة وشفافيتها في مصر كلها!واقعة المراقب الجوي في مطار برج العرب الذي ترك مكانه، وترك طائرة السفيرين الأمريكي والبريطاني معلقة في الهواء نصف ساعة، خبر  يبطل عمل ملايين من دولارات الدعاية. مثل هذا الموظف موجود في كل مكان في مطاراتنا. يندر أن تجد عاملا مؤمنا بخطورة موقعه وأهمية الانتباه. مراقب شاشة فحص الحقائب ينظر في اتجاهات أخرى، فرد تفتيش الراكب يصر على خلع الحذاء كما طلبوا منه، لكنه لا يطلب خلع الجاكت، لا توجد صناديق لتمرير الأشياء الشخصية من بوابات الفحص، تدافع بحيث يجتمع ثلاثة أشخاص في البوابة دون اعتراض من القائم بالافتيش!

كل ما يحتاجه المطار القليل من البنية التحتية والقليل من التدريب، ثم مراقبة العاملين، كل جهة في المطار من داخلية إلى هيئة طيران إلى شركة الشحن والتفريغ يجب أن تراقب أفرادها، وتستبعد غير المؤمن بوظيفته، لتنتهي حالة الرخاوة  التي لا نراها إلا في مطارات مصر.

البلد الوحيد الذي يبرع وزراؤه في توصيف الأزمات أمام الكاميرات مساء، لكنهم لا يفعلون شيئا عندما يذهبون إلى مكاتبهم في الصباح.

لا يمكن لدولة أن تعيش بينما تدار كمنتدى أو مسرح!