بوسي لي البت..دمعة لم يرها سواي

765

“بوسي لي البت” قالها سائق التاكسي وأنهى مكالمته متقشفة المشاعر مع زوجته،. وارتد إلى الصمت. ، وعندما انسد الطريق أمامنا تماما، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا الوضع يسد باب الرزق أمامنا، قلت له: أمام الجميع. أعمارنا تضيع في الشارع.

وكأنه كان ينتظر إشارة ليحكي، ربما ليفسر لي ردوده المقتضبة على زوجته. حكى لي عن الجمعيات الثلاث التي يشترك فيها لتغطية مصروفات مدارس ابنتيه وإيجار الشقة التي يسكنها في المطرية في الطابق الخامس بلا مصعد، والجمعية الصغيرة بخمسة جنيهات في اليوم التي تدفعها زوجته (حريم يعني مع بعض) هذه الصغيرة التي تنخرط فيها الزوجة لتغطية مصروفات الطوارئ، كأن  تمرض طفلة،.

وانتقل ليحكي عن ساعات عمله، صباحا على التاكسي الذي يتركه أمام بيت المالك، وينطلق مباشرة إلى محل عصير، يكمل فيه حتى بعد منتصف الليل.

كان متماسكا، يحكي باعتزاز بلا شبهة تسول مما يقدم عليه بعض السائقين، لكنه اختنق بالدموع عندما ذكر الطفلة الصغيرة. “عندما تكون مستيقظة لحظة خروجي صباحا تحضن ساقي لتمنعني من الخروج وهي تبكي: بابا لأ، بابا تاعي،.”