كنت أتمنى لو تكون لي القدرة على استطلاع آراء كل من نزلوا إلى الشارع في الأيام الثلاثة الماضية، كيف تعاملوا مع حالة الانسداد المروري التامة؟ وكيف خرجوا منها؟ وهل استطاعوا أن يفكروا أو يعملوا أو بيتسموا في وجوه أحبتهم أو يتآمروا؟!
الوضع يستوجب اعتذارًا من أحد ما، لا أعرف من هو، لكن الاعتذار واجب، والخجل واجب كذلك. ليس من حق أحد أن يتكلم عن حل أية مشكلة أخرى، في ظل وجود هذا الفشل المروري الذي ينحدر إلى مستوى الإضرار العمد بالصحة النفسية والبدنية للمصريين، والإضرار بالاقتصاد القومي في كل لحظة، فما يتم إهداره من الوقت والوقود خلال عشر دقائق يفوق ما يمكن جمعه في سنة من فكة التعاملات البنكية!
الأيام الثلاثة الماضية كانت معيارية في التردي المروري المستمر منذ سنوات طويلة. وقد كان الموضوع الموضوع نقاش إعلامي بين وقت وآخر في عهد مبارك، ومحل وعود من الحكومة بالحل.
لا النقاش أثمر شيئًا، ولا وعود الفاشلين تحققت بالطبع، لكن كان هناك ـ على الأقل ـ مظهر اهتمام. الآن يتصرف النظام وكأن هذه الكارثة غير موجودة.
ولا أعرف على ماذا يراهن؟! هل يراهن على الاعتياد؟ اعتياد المصريين هذه الإهانة، وهذا الأذى في صحتهم النفسية والبدنية وهذا الاسترخاص لأعمارهم؟!