لغز اختفاء الجميلة ذات الرأس النبيل

مالو

وتم مجلسنا على الجانبين في القارب البخاري، بدا كل واحد وحده لا علاقة له بالآخرين، وجاء الملاح ودار الموتور. الملاح فتاة جميلة،  ارتعش لمرآها قلبي. أطلت من النافذة وأنا واقف تحت الشجرة وكان الوقت بين الصبا ومطلع الشباب،  وركزت عيني رأسي في رأسها النبيل وهي تمرق بنا في النهر، وتناغم خفقان قلبي مع دفقات النسيم وفكرت أن أسير إليها لأرى كيف يكون استقبالها لي.

لكنني وجدت نفسي في شارع شعبي لعله الغورية، وهو مكتظ بالخلق في مولد الحسين ولمحتها تشق طريقها بصعوبة عند إحدى المنعطفات فصممت على اللحاق بها.

وحيا فريق من المنشدين الحسين الشهيد.

وسرعان ما رجعت إلى مجلسي في القارب وكان قد تووغل في النهر شوطا طويلا. ونظرت إلى مكان القيادة فرأيت عجوزا متجهم الوجه. ونظرت حولي لأسأل عن الجميلة الغائبة ولكني لم أر إلا مقاعد خالية.

وقمت لأسأل العجوز عن الجميلة الغائبة


نجيب محفوظ -أحلام فترة النقاهة – حلم18