حلم خديجة قليل التهذيب

رأته في حلم قليل التهذيب، جديد عليها تمامًا.

كانا عاريين في شارع صاخب، وكان يطوقها من الخلف محتويًا نهديها براحتيه ويداعب بلسانه شحمة أذنها، وكان المارة ينظرون إليهما ويمضون في دهشة ضاعفت متعتها.

فتحت عينيها مشبعة ومندهشة من الحد الذي وصلت إليه خيالاتها. أغمضت عينيها متناومة، وشرعت تستعيد الحُلم؛ فانتشت مجددًا، مستشعرة دفء جسده، ورائحة التبغ في أنفاسه الحارة التي تلفح رقبتها.

 

نهضت، وخطت متمهلة نحو النافذة. أزاحت الستائر، ووقفت وراء الزجاج تتأمل حديقة الفيلا. استغرقت في مراقبة غَزَل زوج من الحمام على النجيلة الخضراء، كان الذكر فاردًا جناحية الأزرقين، يرقص حول أنثى بيضاء مُشربة بالرمادي تتمنع، يرفع رأسه بالهديل، بينما ينتفخ عنقه فينتفش ريشه النيلي بلمعة قرمزية، يدغدغ جسد الحمامة بمنقاره وهي تتقافز هربًا من حصاره. «الذكر أجمل منها وهي التي تتمنع!».

عادت واستلقت على السرير تتأمل لوحتها العارية التي رسمها لها مُقبِّلُ الكعب مقلدًا لوحة تيشن «فينوس أوربينو» بالأحرى هي لوحة لجسدها بوجه فتاة أخرى، إذ عمد الفنان إلى تغيير ملامحها، وجعل بياض وجهها سُمرة خمرية،. تجاهلت الوجه الذي لا يخصها، واستغرقت في تأمل نهديها الصبيانيين، وانسياب فخذيها النحيلين.

مدت يدها والتقطت التليفون من فوق الكومودينو «سأطلبه».

ــــــــــــــــــــ

من “يكفي أننا معًا”