يوم وُلد الزعيم..أكثر أيام المصريين إيلامًا

اليوم عيد ميلاد جمال عبدالناصر، المصري الأكثر تأثيرا والأكثر إثارة للألم في التاريخ الحديث.

أنظف وأطهر ذمة مالية عرفتها مصر في تاريخها كله، ربما منذ الفراعنة إلى اليوم، وأكثر القادة إنجازًا بعد محمد علي، لكنه كذلك صاحب الأخطاء الأفدح.

بنى أسرع ديمقراطية اجتماعية في العالم، حيث بدأ في أقل من شهرين تحديد ملكية الأرض الزراعية، بنى المدارس والمستشفيات على نطاق واسع، وهذا ما يتجاهله من يتغنون بكفاءة مدارس الأرستقراطية ونظافة شوارع عاصمتهم التي لا يدخلها الفقراء إلا خدمًا.

ولكن هذه العدالة كان من الممكن أن تفلت من الرثاثة التي صارت عليها اليوم، لو كانت خطيئة ناصر ضد الديمقراطية أصغر مما هي عليه.

صاحب النكسة التي تمخضت عنها كامب ديفيد وغزو العراق بعد ذلك، لكنه والحق يقتل بنى الجيش قبل أن يرحل كمدًا.

نحبه، لأنه الأنظف والأشجع والأكثر مروءة، ونبغضه لأنه داس الديمقراطية وجعلنا أسرى سلالة تضمحل. ليسوا مثله، لا يعرفونه، لكنهم يدعون البنوة.

اليوم، ميلاد الأب، لا يطاوعنا القلب على العيب فيه، وفخارنا مغموس بغصة ما صرنا إليه. انها الحيرة التي ستستمر أجيلاً، بإزاء هذا الرجل الأسطورة.