كان المميز في هذا الصباح أنه يوم سبت، حيث يمكن للأسرة أن تجتمع على القهوة والإفطار. ذكّرتني مي بأن اليوم هو الحادي عشر من فبراير.
نعم، ذكرى تنحي مبارك عندما جرينا بالفرح من التحرير إلى الكوربة، لنرى المشهد أمام قصر العروبة، واكتشفنا فيما بعد أن مبارك قد غادره وترك وراءه زكريا عزمي، ليتولى ترتيب الأوراق وفرم المطلوب فرمه منها لنحو شهرين.
في اللحظة ذاتها توجهت عيوننا إلى الكرسي الهزاز، الذي تسرعنا في شراء كسوته بعد الثورة: ارفع راسك فوق، انت مصري. يا نعيش عيشة لوكس يا نركب كلنا البوكس. في تونس ثورة الياسمين، وفي مصر ثورة اللوتس، شكل الرئيس اللي جاي جنايني. مصر حرة في ١١ فبراير، أفراح التحرير. في كل شارع في بلادي صوت الحرية بينادي. هذه هي شعارات كسوة الكرسي، وبالطبع «الشعب والجيش إيد واحدة».
شعارات الثورة المبتسمة، كلها هنا، في هذا الصباح، على كرسي فارغ.
لقد أفرطنا في التفاؤل، وتصورنا أننا ثرنا ضد شخص بليد يحاول توريث البلاد لابنه. لم نعرف أن الشبكة المتماسكة من المصالح والتحالفات ستظل كما هي، بكفاءة أقل وغرور أكبر.