أيمكن الغناء لأطفال قتلى؟

قصيدة: وليد خازندار

1

أحقاً تمكنُ رؤيتُكم

غالباً بالملابسِ نفسِها

عندَ المغربِ

قربَ الهديرِ الذي انولدتُم عليه؟

البقيَّةُ الذين أنتم في حياتِهم

يؤكِّدونَ هذا

يصفونَ عودتَكم

واحدةً واحداً

كلما كانت هُناكَ ظلال.

وجوهُكم بالملامحِ الأخيرةِ

بالوقتِ والمكانِ والدَوِيِّ

كأنَّما لأوَّلِ مَرَّةٍ يرونكم.

يرجعونَ إلى زحفِكم إليهم

المُقَدَّسِ، قبلَ أن تكبروا.

خطوُكم، عثرةً عثرةً

الأوَّلُ في حياتِهم

الجدرانُ التي استندتم إليها.

2

مرورُكم بهم ليس إلّا من هُنا

الأرضُ التي لن تكبروا عليها

ولن تروها تصغرُ أكثر.

كانت ملامحُكم تندفعُ منها

توشكونَ أن تكبروا.

وجوهُكم، واحدةً واحداً

الأليفةُ

الأقربُ إلى صفاتِهم

إلى حدِّ أنَّهم يرونَكم

ولا يستغربون.

كانت حواجبُكم قناطرَ أحلامِهم

ما ترونَهُ

ولا يقدرونَ عليهِ

يأتيهم في المنام.

أتبيتونَ عندَهم إن غنُّوا لكم

الأغاني التي كنتم تنامونَ عليها؟

أيمكنُ الغِناءُ لأطفالٍ قَتْلى؟

3

البقيَّةُ الذينَ تركتُم حياتَكم لهم

يعاينونَ الزوايا

يحسِبونَ الحجارةَ المرميَّة.

يريدونَ أن يعاودوا

بالحجارةِ هذِهِ نفْسِها

بناءَ ما تَهَدَّمَ من جديد.

جدرانُ الصيحةِ التي لم تقدروا عليها

تركتموها لهم

نصفَ مفتوحةٍ على شفاهِكم.

نوافذُ لن تنظروا منها

حجراتٌ ولستم هُنا.

أيستطيعونَ، ولو مَرَّةً

أن يخلِّصوا الحجارةَ من غيابِكم

أن يتماسكوا

إذا جئتم تُشْرِفونَ على البِناء؟

أتجيءُ الأروقةُ نفْسُها معهم

ولا تقاطعونَهم؟

ما أن يتخيَّلوا أماكنَ الأبوابِ

حتّى تعبروها.

ــــــــــ

عن موقع الشاعر:

http://walidkhazendarpoems.oxlit.co.uk