لعله الأكثر حنانًا، الأكثر سلامًا بين كتاب القرن العشرين، ذلك المغامر ساكن السماوات أنطوان دي سانت أكسوبري، وهذا النص من كتاب “القلعة” ترجمة أحمد علي بدوي:
أنا أتقبلك على نحو ما تكون. قد يعصف بك داء سرقة التحف الذهبية التي تقع عليها عيناك، ومن ناحية أخرى قد تكون شاعرًا!
وإذًا سأستقبلك حبًا في الشعر، وحبًا لتحفي؛ سأخبئها!
قد تكون ممن يفشون الأسرار؛ كالمرأة التي تعد الأسرار – التي يُعهد بها إليها – جواهر تتحلى بها، وبها تذهب إلى الحفل؛ مختالة بما تتحلى به، وتسبغ عليها الحلي النادرة مكانة رفيعة ومجدًا. ومن ناجية أخرى قد تكون راقصًا.
وإذًاح فسأستقبلك احترامًا للرقص، ولكن – احترامًا لأسراري – لن أبوح بالأسرار.
إلا أنك قد تكون صديقي ..فقط! إذًا؛ فسأستقبلك حبًا لك، على نحو ما تكون: إذا كنت تعرج فلن أطلب منك أن ترقص، إن كنت تمقت هذا أو ذاك فلن أفرض عليك صحبة أي منهما، إن اشتقت إلى طعام فسأقدمه لك.
لن أحاول تقسيمك من أجل استكمال معرفتي بك. لست أنت هذا الفعل أو ذاك، ولا الحاصل من جمع هذا إلى ذاك. لن أحكم عليك وفقًا لأقوالك ولا لأفعالك؛ بل سأحكم على أقوالك وأفعالك تلك وفقًا لك أنت.