وليد خازندار
الأشجارُ استسلمَتْ للريحِ
من وقتٍ طويل.
زانةٌ على حِدَةٍ
على التَلَّةِ فَوْقْ
تهزُّ المهدَ الفارغَ للغصنِ المكسور.
التلالُ تَكْبُو
إلى الوراءِ، خلفَ المنازل.
خيوطٌ بيضاءُ
خفيفةٌ من المداخنِ
تَنْشَدُّ إلى مغزلٍ أهْوَج.
غيومٌ رصاصيَّةٌ
تدنو وتجتمع.
رويداً، بضربةٍ رشيقةٍ
نجمٌ وحيد.
شيءٌ يشرحُ القلبَ في بسالةِ الأَسقُفِ
في عنادِ الأبوابِ والنوافذ.
ستارةٌ مشقوقةٌ عن ضوءٍ خفيضٍ
تشدُّ أزْرَ الكون.
6
قلوبٌ على السُورِ
وأَحْرُفٌ أُولى.
الطفلُ العاري بأجنحةٍ وقوسٍ
يُصَوِّبُ سهماً إلى السماء.
الصريرُ ساكتٌ على قِفْلِ البوّابةِ
كوخُ الحارسِ أيضاً قبلَ الدرجات.
المدخلُ تحتَ الأوراقِ المكتوبةِ
تهوي من الأشجارِ على جانبيه.
عشبٌ أصفرُ من أُصصِ الأزهار.
تُشيرُ كتاباتٌ تنمحي على الحوائطِ
إلى الحديقةِ والملعبِ والصالاتِ
فلا يتوهُ أحد.
الزمنُ، دونَ صُحْبةٍ
في الممرَّاتِ بين الفصول.
على الدرجاتِ المكشوفةِ
صاعداً إلى الأدوار.
جَرَسُ الدرسِ الأوَّلْ
اللامسموع.
7
الآنَ، من سنينَ كثيرةٍ
التوتُ الأسودُ البريُّ
الأشواكُ الصغيرةُ اللامرئيَّةُ
الثمارُ والأوراق.
البابُ متروكٌ
على نصفِ انغلاقِهِ.
غصنٌ مكسورٌ في المَمَرِّ
كأنَّ شيئاً لا يزالُ ينسرق.
البئرُ بين العُشْبِ
آخِرَ الأشجار ـ
الحصاةُ التي هَوَتْ
صوتُ الماءِ البعيد.
أحدٌ ينزلُ الدَرَجَ
الآنَ، من سنينَ كثيرةٍ
غيرَ مسموعةٍ خُطاه.
““““
مقاطع من ديوان وليد خازندار الجديد «بيوت النور الممكن»