تمثال للفساد أم تنكيل بمصطفى النحاس؟

قريبًا، يفتتح أحدهم محافظا كان أو أعلى”تطوير محور مصطفى النحاس” بمدينة نصر، ولن يخجل هو أو من أنجزوا هذا التغيير الجديد من أوجه الخطأ والقصور التي ينطوي عليها التطوير، ومنها ما هو ظاهر للجميع، مثل غياب صفايات الأمطار؛ فهذا الكفر بنواميس الطبيعة يشمل العاملين والمحتفلين سواء بسواء. 

ويبدو أن تعذيب نظام الالتفاف “يو-تيرن” سيتم استبداله بنظام الإشارات دون فرص للالتفاف في المسافة بين إشارة وأخرى. التكهنات بطبيعة الخطأ القادم على لسان كل من شاهد الحفر والتكسير على مدى نحو ثلاثة أشهر في هذا الشارع المنذور للتغييرات العشوائية، بين عام وآخر. شخصيا استمعت لدعاء يخرج من القلب ضد الإهدار، من كل سائق تاكسي ركبت معه خلال أشهر التغيير.

ولن تعرف أبدأ إذا ما كان هذا الشارع مجرد نُصُب تذكاري للفساد والفشل اللاهي والساهي عن نفسه أو كان تنكيلاً بالزعيم الليبرالي الكبير لأن الشارع يحمل اسمه، ونوعا من إخراج اللسان لما يمثله من قيم . هل هذا أقصى ما لدى العشوائية ضيقة الأفق أم تنكيل مقصود بقواعد تخطيط المدن ومبادئ رشاد الإدارة.

في موجة العداء للمواصلات النظيفة تم إلغاء المترو من هذا الشارع، وهدم رصيفيه العريضين ثم إقامتهما كما كانا مع تخصيص المسار الذي يتوسط الطريق إلى مسار للنقل العام، كان واضحا للعيان خطورته، ثم كان هذا الهدم الجديد للمسار وقسمته على اتجاهي الشارع.

على أهمية شارع مصطفى النحاس، وسخرية أقدار الاسم المنذور للتنكيل التاريخي، فهذا نموذج لما يجري في كل شوارع المدينة المختنقة. لا دراسة لمستويات الاستخدام ولا لعلاقة الشارع بغيره من شبكة الشوارع في الحي والمدينة.