آلاء صلاح..فخ الاحتفال

  لم يبق في العالم محب للحرية إلا ووقع في غواية صورة آلاء صلاح. بهجة حضورها القوي فوق سطح سيارة، الفرحة الواثقة في نبرها القوي توحي باستقرار الثورة. وجد المتفاعلون مع الصورة الوقت لصناعة الإنشاء. شبهوا حلقها الذهبي بقرص الشمس.

  صار بوسع الثورة أن تبتسم، أن تحتفل، وأن تحتفي بالبلاغة. هذه لحظة يحبها الثوار، لكن عناصر الثورة المضادة في الداخل والقوى الدولية المتربصة بالحراك العربي تقدر هذه اللحظة بأكثر مما يقدرها الثوار. يعرفون أنها علامة على أن الثورة استراحت، وأنها اكتفت ببهجة الاحتشاد.

   في الصورة، تبدو آلاء شامخة فوق الجميع، لكن أحدًا لم يشر إلى عدد كاميرات الهواتف الموجهة إليها. الكاميرات انتخبتها تمثالاً للحرية، وجعلت من الثوار حشدًا من السائحين. هي لحظة التفاف الثورة على نفسها وانكفاء نظرتها إلى داخلها، في مساحة دائرية، بينما الأجدر أن ينظر الثوار للاتجاهات الأربعة خارج جمعهم: الماضي الذي صنع البشير، المستقبل الذي يريدون، وأعداء الشرق والغرب الذين يريدون هذه المنطقة زرائب يتعاملون في كل منها مع راع واحد.

  آلاء، أيقونة السودان، انتخبتها الكاميرا بحرية، مثلما انتخبت من قبل أيقونات مصر وتونس وسورية واليمن، لكن ذاكرات الهواتف تمتلئ ويصبح على الثوار أنفسهم أن يتخلصوا من الصور؛ من وجع الحلم المدفون. 

  هو فخ الكاميرا والميديا الجديدة، فخ أيقنة وأسطرة واقع يتشكل. جربنا ذلك الفخ من قبل في موجة ٢٠١١، ولكنه مثل القدر، لا تمكن مقاومته.

آلاء صلاح «كنداكةـ ملكة» الثورة السودانية

 الكاميرا تعطي، والكاميرا تأخذ. وبلغة الفيزياء تقود الكاميرا الانفجار الكبير للاحتجاجات، ومع الوقت تستدير عدساتها لتنظر إلى نقطة واحدة في داخلها؛ فتصنع من الثورة ثقبًا أسود يبتلع الأمل.