وليد خازندار*
20
لا رادَّ لهم ولا وصول.
يتداعون بين المعاني
ما يسكتون عنهُ يكشفُهم.
ملاحو مسالكَ بحرٍ وبر.
يبحثون بين الموجِ
دون لجَّةٍ تكفي
عن جذورِ عاصفةٍ يعرفونها
في الأرضِ عن مرتفعاتٍ مدفونةٍ
يطلّون منها على الكون.
معاولُهم، أشرعتُهم
آخرُ ما يتوهُ، آخرُ ما يصل.
فضاؤهم أليفٌ، على تجهُّمِهِ
من كثرةِ النظرِ إلى الأعالي.
تنفتحُ لهم في السماءِ طاقةٌ
في ليلةٍٍ عندما يكون القدرُ صافياً
يمكن أن يرسلوا منها مطالبَ
أن يروا وجوهَ أطفالِهم ـ
أفي الجنةِ متسعٌ لملائكةٍ لا تعرفُ شيئاً
لم تكد تمشي على الأرضِ
لا مجذافَ في سِرِّها ولا معولٌ
لا إبحارَ، لا وصولَ ولا مرافئ.
ينكسرُ كلامٌ في خواطِرِهم ـ
ليس غيرُ البحرِ يأخذُ أصواتَهم إلى الصدى
غيرُ يابسةٍ يشقّون فيها حياةً كتيمة.
المقطع العشرون من القصيدة الديوان «جهات هذه المدينة» لوليد خازندار