محاكاة فاوست

  • أمجد ناصر

فَكّر أن يقول لها إنه مستعدٌ لمقايضة الشيطان بالعشر، بالخمسَ عشرة سنة المتبقية من عمره لكي تعيد إليه، ولو أيامًا، شبابه الذي لا يعرف كيف ذهب هدرًا.

ذهبت إلى الحمّام وعادت بخصرٍ يكاد يطوقه بيد واحدةٍ وعنق يكادُ يرى الدمَ الفتيَّ النزقَ يسري في عروقهِ، ثم واصلت شرب كأسها.

ففكر أن يقول لها وهي تشد بلوزتها البوليستر لتغطي سرتها التي تلمع فيها لؤلؤةٌ “فالصو” إنه مستعدٌ أن يبيع الشيطانَ العشرَ، الخمسة عشرَ سنة المتبقية من عمرِه لكي ينعم بشيْ من هذا الشباب.

أشعلتْ سيجارة ونفثتْ شبكة من الدخانِ في اتجاههِ فتأهب للقول إنه إنه مستعدٌ، الآنَ، أن يبيع الشيطانَ العشرَ، الخمسة عشرَ سنة المتبقية من عمرِه مقابل ليلةِ يقضيها معها.

شربتْ القطرةَ الأخيرةَ من كأسها ومجّت آخر نفس من سيجارتها، وضعت خُصلةً متمردةً من شعرها وراء أذنها، عدّلت بلوزتها، تطلعت إلى ساعتِها، هزّت رأسَها بأسفٍ وغادرت.

…………

بعد أيام كان مع صديقٍ له في الـ “أوين بار” نفسه شعر بصداع رهيب فأوصله صديقه إلى المستشفى وقال إنه لن يتأخر عليه، ولما عاد لم يجده في قسم الطوارئ بل في جناح السرطان.

أمجد ناصر، من ديوان “حياة كسرد متطع”