رجل من أواسط الناس، أو دون الوسط، تقتحمه العين اقتحاماً ـ على قول طه حسين ـ يميل إلى القصر، بكرش صغير يناسب حداثة سنه في المنصب، على وجهه صفرة من أمراض المصريين المتوطنة، يتحرك وسط أربعة من الحراس الأشداء.
ما حاجته هو للحرس، وهو ليس وزيراً لوزارة سيادية، ووجهه غير معروف، ربما حتى في البلاط!
لكن الحرس شارة؛ علامة تجارية أكبر كثيراً من المعتاد، ومع أربعة من الحراس الأشداء، تصبح قامة الوزير حاصل جمع قامته مع قامات الحرس، ومعهم يصبح في قوة حصان، معروفاً ومهاباً من جيرانه.
***
أن تكون معروفاً
أبناء القرى يعيشون في المدن غرباء مهما طالت الإقامة، ومهما أحاطتهم المدينة بالحفاوة.
لا يعرف أبناء المدن ألم أن يكون الريفي في المدينة ولا يكون، ألم أن يقضي نصف عمره في الطرقات ملبياً نداءات الواجب في الريف. لكنهم لا يعرفون أيضاً نعمة أن يكون المرء معروفاً. وأن يعود من الإقامة إلى البيت، يخلع ملابسه ومعها ترسانته من بطاقات هوياته المتعددة: المهنية، النقابية، رخصة القيادة، وحتى حافظة النقود، ويرتدي جلباباً بلا ماركة، ، حيث لاحاجة لشهادة من موظف أو شارة من صانع أجنبي، لكي يتأكد أنه هو الشخص المقصود. �Б�R�{�j