رئيس الاستعارات المضحكة..ماذا تغير؟

أُقلب في دفاتري القديمة فأجد مقالات كتبتها في نهايات الأمل ومقدمات الكوارث . فهل هناك شيء تغير؟ نعبر للأسوأ.

مقبلات الرئيس الصالح!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتحدث الرئيس علي عبدالله صالح عربية فصحى، لكن “العربية اليد” عربة البوعزيزي أفضل منها، يدوس قواعد اللغة كما تدوس مدرعاته الشباب.

 تضع له الجزيرة بمكر جملة يقول فيها:”لقد أمرت الحكومة بالاستجابة لكل مطالب الشباب المعتصمون”.

أكاد أعرف نصف الشباب المعتصمين في اليمن، بينهم الكاتب والكاتبة، ولن يطمئنوا إلى أي اتفاق مع رئيس لا يتورع عن مداهمة قواعد اللغة، ولا أظن أن ولعه بالاستعارة يمكن أن يشفع له.

يحاول الرئيس أن يوقع الندم بقلوب الثوار؛ لأنهم لم يستجيبوا إلى عرضه، فيخاطبهم:”فاتكم الجطار..فاتكم الجطار” والقطار لم يصل من أساسه لكي يفوتهم، كانت هناك أخبار العام الماضي عن بدء دراسات مشروع لإنشاء سكك حديدية يمنية، ككثير من الوعود التي لا تتحقق!

وعندما تصاعدت حركة الاحتجاج إلى دعوة للعصيان المدني، أصبح متأكدًا من احتدام المؤامرة على اليمن، واستنفر إمكانات الاستعارة، واصفًا ما ترتكبه قواته ضد المعتصمين:”هذه مجرد مجبلات”!

استعارة من مائدة لا يعرفها الرئيس صالح، ثقافة المقبلات والطبق الرئيسي ثم الحلو، طريقة متأنقة في العيش تختلف عن ثقافة المناسف والكبسات، حيث تتمدد الذبيحة بكامل رعبها فوق ميدان من الأرز، وحيث سرعة الابتلاع ، لا لذة البطء في التذوق.

لو عرف الرئيس اليمني أو أي رئيس آخر لذة البطء ما ابتلع البلد، واختنق باللقمة، ومع ذلك بوسعهم أن يحدثوا الشباب ـ المعتصم على كِسرة ـ عن المقبلات.

القذافي وذبابه والطئبان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا يشبه القذافي أحدًا من الحكام العرب، لا من أخذ الحلو وهرب ولا من يتصدر القصعة حتى الآن، قد يشبه في بعض الوجه الإمبراطور الروماني كاليجولا الذي علف وزراءه تبنًا، ولم يجد إلا وزيرًا واحدًا استنكف مقبلات مليكه فعزله وعين حصانه المحبوب مكانه.

لم نعد نعرف شيئًا عن القذافي، وغالبًا لن يضحي بأحد من القلة التي تبقت حوله لكي يقيله ويُعين مكانه التوكتوك الذي ظهر به في تلك الليلة الماطرة.

 لسنا متأكدين من وجود القذافي نفسه؛ لكنما القنوات تبث بين الحين والحين بعض المشاهد له، كما تفعل مع ابن لادن حيًا وميتًا.

لا يستعير القذافي حيوات لا يعرفها كما يفعل صالح، لكنه يشتم بلا حشمة من الجرذان والذباب والقمل الثائر. وليس في ذلك أدنى سوء تربية، لكنها الاستعارة مجددًا.

والقذافي كاتب، علينا ألا ننسى هذا، واستعارته لن تكون كأية استعاره. هو أيضًا عميد الرؤساء العرب وملك ملوك أفريقيا، وقد يكون عاصر كتابة العهد القديم، وما شتائمه للثوار إلا قراءة في سفر الخروج.

ليته يترك ليبيا لليبيين ويخرج، وسنغسل بدمع عيوننا صئبان شعره المستعار.