رُب ضارة نافعة، هذه هي حكمة السنين التي تتجلى في مؤامرة قتل العملية السياسية؛ تلك المؤامرة التي بدأت في مارس ٢٠١١ بالإعلان الدستوري الشرعي الاول بعد الثورة العظيمة(الجنة لمن قالوا نعم والنار لمن قالوا لا). في ذلك الاستفتاء رغم بُغضه كانت الناس لم تزل مفعمة بالأمل، وكانت الطوابير أمام لجان الانتخابات حقيقية، ولم نكن بحاجة إلى أغنيات تحض الناخبين على الانتخاب، الأمر الذي أصاب الحياة الفنية بأبلغ الأضرار.
وبعد الإجهاز الكامل على العملية الفنية ، ها هي الحركة الفنية تعاود الانتعاش. في الانتخابات الحالية تم ، استنساخ اللحن العظيم لأغنية بشرة خير في أغنية اسمها انزل، كما عادت للإعلام حيويته وأحسسنا بحالة التنافس الرائعة بين الصحف ومحطات التليفزيون من أجل العثور على المواطن الشريف الذي حرص على الإدلاء بصوته .
وكذلك متابعة الظواطر الطيبة التي يتمتع بها المواطن المصري العظيم بخلاف مواطني الشعوب غير العظيمة، مثل مشهد مساعدة جندي لشيخ كبير حرص على الإدلاء بصوته. مرحبا بالمواطن العُهدة الذي يخرج مع بقية أدوات الانتخابات: الصناديق والأختام والدفاتر والحبر وأكياس الرمل، وكل اكسسوارات الديمقراطية المفرطة.