الصيحةُ التي استدرجتكَ

حطابون

وليد خازندار

لوحة: جورجيا أو كييف
أو كييف

تلك التي كثيراً عبرناها

ضاحكينِ تحت آخر الثمار

الشِّراكُ في نبركَ

والكلامُ المراوغُ

عند النبعِ الذي يجفُّ من طفولتنا

إختلافاتُكَ في طقسٍ واحدٍ

واختلافُ العشيِّاتِ عليك

الخيطُ الذي قصَّرَ

خيطُ عودتكَ إن أردتَ

الصيحةُ التي استدرجتكَ

كُلُّ هذا، كُلُّ هذا.

أنتَ الآن أسمرُ

من كثرةِ ما لم تأتِ البراعمُ.

والملامساتُ الكثيرةُ

للثمارِ التي غادرتْ أوانها

تشبّ من عينيكَ

مسروقةً من بساتينَ بعيدةِ.

ساهرٌ عند أسواركَ عند ثغراتِها.

وحين لا عناقيدَ أيضاً في عامِنا هذا

للدنِّ ذاكرةٌ، تقولُ.

وإن الشتاءُ ثانيةً جاءَ بارداً

نحن حطّابونَ، تكملُ.

العتمةُ الناصعةُ هذهِ

أنت في نصفها الثالثِ صلَّبْتَني:

عزمُكَ، قد وصلنا

لم تبقَ أمامَنا غيرُ المتاهةِ هذهِ

بعدها، حسْبُ، صحراء.

ــــــ

من ديوان «سطوة المساء»